2/04/2020
Reuters
أفادت وسائل إعلام حكومية في بيلاروسيا، اليوم الخميس، بأن البلاد تتوقّع أن تمدّها روسيا بمليوني طنّ من النفط خلال الشهر الجاري بسعر أربعة دولارات للبرميل، من أجل حلّ نزاع مستمرّ منذ شهور بشأن التسعير.
وتعدّ روسيا الحليف الأقرب لبيلاروسيا، حيث وقّع البلدان اتّفاقًا لـ”حالة اتّحاد” بعد اضطرابات انهيار الاتّحاد السوفيتي. وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، قال في فبراير / شباط الماضي، إن روسيا تسعى لتعزيز هذه الوضعية في خطوة قد تجعل بيلاروسيا جزءًا من روسيا. وقال لوكاشينكو حينذاك، إن روسيا ألمحت إلى أنها ستوفّر النفط والغاز الطبيعي بأسعار مخفّضة إذا ما اندمج البلَدان.
وتتراوح أسعار النفط العالمية حاليًا بين 22 و 27 دولارًا للبرميل. وقال رئيس الوزراء البيلاروسي، سيرجي روماس، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “بيلتا” الحكومية: “اتّفقنا على سعر النفط لشهر أبريل / نيسان. سندفع نحو أربعة دولارات للبرميل من النفط الروسي”. ولم يذكر التقرير المزيد من التفاصيل.
يُذكر أن الخصم السعري الكبير يأتي وسط منافسة حصصية كبرى في الأسواق. والشهر الماضي، قالت سبعة مصادر نفطية، إن السعودية تكثّف جهودها لإخراج خام الأورال الروسي من أسواقه الرئيسة عن طريق طرح إمداداتها بأسعار رخيصة، بعد انهيار اتّفاق دعم أسعار النفط العالمية، الذي ظلّ قائمًا بين البلدين لفترة طويلة.
وأبلغت مصادر في السوق، رويترز، أن أرامكو السعودية تحاول إحلال خام الأورال في لقيم شركات التكرير بأنحاء العالم، من أوروبّا إلى الهند. وأشارت المصادر حينها إلى أن السعودية ربّما تسعى لتزويد بيلاروسيا، بعدما أخفقت روسيا وجارتها السوفيتية السابقة في التوصّل إلى اتّفاق جديد بشأن إمدادات النفط في يناير / كانون الثاني، لتبدأ مينسك البحث عن بديل لخام الأورال.
وقال مصدر من شركة في بيلاروسيا تتعامل في النفط، لرويترز: “نعمل مع السعودية منذ العام الماضي، وكان هناك اجتماع في لندن الأسبوع الماضي… الأسعار رائعة بحقّ”. وقالت بيلاروسيا، إنها ستظلّ تستورد نفطًا خامًا بديلًا، حتّى في حال استعادة الإمدادات من موسكو بالكامل.
الإنتاج الروسي مستقرّ:
ويأتي ذلك في وقت قال فيه وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، لرويترز، اليوم الخميس، إن بلاده لا تعتزم زيادة إنتاجها النفطي بسبب فائض الإمدادات في السوق، على الرغم من انتهاء أجل اتّفاق مع أوبك لكبح الإنتاج.
وأظهرت أيضًا بيانات لوزارة الطاقة، نشرتها وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء اليوم، أن إنتاج النفط الروسي بلغ 11.29 مليون برميل يوميًا دون تغيير عن مستواه قبل شهر.
وتراجعت الأسعار نحو 50 بالمئة إلى ما يقلّ عن 26 دولارًا للبرميل، منذ أن أخفقت منظّمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون كبار بقيادة روسيا، الشهر الماضي، في تمديد اتّفاقهم بشأن الإنتاج. لكن الأسعار قفزت عشرة بالمئة اليوم، بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يتوقّع توصّل السعودية وروسيا لاتّفاق سريعًا لإنهاء المعركة على الحصص السوقية.
وقال نوفاك، إن روسيا لم تبحث الوضع في سوق النفط مع السعودية، لكنه لا يستبعد هذا. وقال الكرملين أمس الأربعاء، إن الرئيس فلاديمير بوتين لا يعتزم حاليًا الحديث هاتفيًا مع القيادة السعودية بشأن سوق النفط، لكن تلك المحادثات قد يجري الإعداد لها سريعًا إذا اقتضت الضرورة. وحثّ بوتين منتجي ومستهلكي النفط على معالجة الوضع الصعب لأسواق النفط، بينما شكا الرئيس الأميركي من أن النفط الرخيص “أكثر من المياه” يُلحق الضرر بالصناعة.
وبالأطنان، بلغ إنتاج النفط الروسي، الذي يتضمّن مكثّفات الغاز، 47.76 مليون طنّ في مارس / آذار، وفقًا لما ذكرته إنترفاكس. وفي الأشهر الثلاثة الأولي من العام، ارتفع إنتاج روسيا من النفط ومكثّفات الغاز 0.7 بالمئة مقارنةً مع نفس الفترة قبل عام إلى 140.36 مليون طنّ. وانخفض إنتاج الغاز الطبيعي 12.3 بالمئة في مارس على أساس سنوي إلى 59.41 مليار متر مكعّب.
وقالت إنترفاكس، إن صادرات روسيا النفطية إلى خارج الاتّحاد السوفيتي السابق، ارتفعت ثلاثة بالمئة في الربع الأوّل، مقارنةً مع مستواها قبل عام إلى 62.98 مليون طنّ.